الجمعة، 31 يناير 2014

الدني اذواق.. حتى بالـ "نسوان" - دومينيك أبو حنا

عنوان الفيلم "نسوان".. الموضوع: ماذا لو انقلبت الآية وأصبحت المرأة هي الآمر والناهي في الحياة.. الابطال وحبكة القصة: لست بصدد ان أعيد كتابة قصة الفيلم في مقال.. ولكن اليوم تأكّدت ان "الدني أذواق". أضربوا المعايير، التي يستخدمها البعض لتقييم الفيلم، بعرض الحائط لأنها ليست ثابتة لدى الناس وهذا ما أثبتته التجربة سابقاً.
يوم خرجنا ذات مرة من احد الافلام اللبنانية التي صدرت العام الماضي، كانت خيبة الأمل تخيّم على وجوه الجميع وبالأخص الصحافيين. خيبة الأمل تُرجمت في اليوم التالي بمقالات تحت عنوان "فخر الصناعة اللبنانية"، عندها انا من خاب أملي.
بالأمس، شاهدت فيلم "نسوان" وخرجت مع ابتسامة خجولة رسمتها على وجهي، فهذه المرة ايضاً خاب أملي ولكن من منطلق مختلف. خاب أملي لأني قصدت الفيلم ولدي حكم مسبق انه "فيلم لبناني ما بينحضر"، لكن النتيجة كانت مخالفة لتوقعاتي. فيلم نسوان استطاع ان يقترب من الأعمال الأجنبية اخراجياً، والأهمّ ان نهايته ايضاً لم تأتي مخيبة للآمال.. النهاية غير متوقّعة، غير تقليدية، ولن أدخل بالتفاصيل.
يشهد فيلم نسوان على ولادة نجم جديد وهو الممثل الياس الزايك ويُتوقّع له مستقبلاً لامعاً، ويبرز الممثلة زينة مكي بشعور مرهف فتعيش معها الحلم في مشهد رقص الباليه وتدمع عينيك تعاطفاً معها في مشهد السيارة.
جاء دور الممثل ميشال ابو سليمان في الفيلم مطابقاً لخفّة ظلّه التي اعتدنا عليها في جميع اطلالته، امّا الممثلة ليليان نمري فهي الوحيدة التي خصصت لها عبارة "النجمة اللبنانية" في جنريك البداية ولو ان دورها في الفيلم اقتصر على مشهدين فقط جعلانا نضحك بأعلى صوت. امّا المشهد الأخير الذي يظهر سيدة برجوازية تتكرر معها احداث مشهد نمري ولكن بردة فعل مختلفة من البطل "صابر"، جعلتني اتساءل لماذا الاستعانة بممثلة أخرى طالما الهدف من تكرار المشهد هو ابراز الاختلاف في تفكير بطل الفيلم؟
دور ندى بو فرحات في فيلم نسوان ينطبق عليه القول اللبناني "لابسها لبس"، وان حاولت ان اتخايل ممثلة أخرى لهذا الدور لما وجدت!
وبالرغم من كل ما سبق وذكرته اعلاه، استغربت اليوم الرأي السلبي للبعض دون افساح المجال للجمهور ان يشاهد الفيلم ويحكم بنفسه.. ولكنني تذكّرت جدي عندما كان يردّد دوماً: الدني أذواق، وفي ناس بلا ذوق.. حتى بالـ نسوان.