الأربعاء، 9 يناير 2013

خاص- تنكّروا بشكل بشر.. لا حياة لمن تنادي؟!


لا أعرف كيف أبدأ كلامي تعليقاً على الصورة التي ألتقطت لأحد الأطفال المتشردين وهو "يشحد" تحت الشتاء القارص. طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات .. أتسأل هل خرج بإرادته متحديا الطبيعة للبحث عن لقمة عيشه أم خوفا من سيده الذي أجبره على التسول لجلب المال له مستحسناً مشاعر الناس بعد مشاهدته بهذه الحالة المريعة المثيرة للشفقة؟
مأساة نعيشها كل يوم لكنها مستمرة بحلة جديدة، ترتسم بمشاهد مؤلمة لا تغيب كثيرا حتى تعود وتذكرنا بقساوة الحياة التي جعلت هذا الطفل والكثير مثله يتسولون في الشوارع متوسلين المارة، بصوت حزين ووجه شاحب لا لون له  وعيون باكية، لقمة يقطات بها ومبلغ من المال كي يعطيه لسيده عند الليل حتى لا يضربه أو لا يطعمه.
نسأل هذه الأطفال "أين أهلكم؟" يقولون "في البيت"، فنسأل "لماذا تعملون وأنتم في هذا العمر؟"، يردّون "بدنا مصاري حتى ناكل"!!!
 إذا كانت الحياة بهذه البساطة لهم اي تتلخّص فقط بالمأوى والطعام، أين هم المسؤولين لتأمين أبسط وسائل العيش ؟ نرى المسؤولين غارقين في إنشغالاتهم التى لا نرى غير اثارها السلبية تحل علينا، نرى مسؤولين بلا مسؤولية يلاحظون ما يحلوا لهم ، هذا ما إعتدنا عليه أو بالأحرى يئسنا من لا مبالاتهم.
أسأل من  يرسل هذه الأطفال للتسول، أين قلوبكم؟ وهل فعلا أنتم بشر أم متنكرين بشكل البشر ؟
لا نكف عن رفع الصوت عالياً، نخاف من ما نشاهده كل يوم، لكن لا يقتل الأمل داخلنا طالما هناك يوم جديد ستشرق شمسه عاجلاً أم أجلاً.
الموضوع أكبر من أن نساعدهم بمبلغ صغير من المال أو لقمة طعام تسد جوعهم، بل هي كارثة إجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم وتزداد خطورتها مع تزايد عدد المتسولين. نأمل ان يأتي الوقت للحد من هذه الظاهرة والعمل على نشل هؤلاء الأطفال الذين دُمر مستقبلهم يوما بعد يوم.. رفعت الصوت من مكاني لكن لا حياةٌ لمن تنادي ؟
بقلم: لمى معوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق